هذه
التدوينة إن شاء الله اجعلها واحدة من سلسلة تدوينات أسميتها: "بالأمس كنت
واليوم صرت" وقد جعلتها نافذة أبوح فيها ببعض التغيرات التي طرأت عليّ
كمحاولة لتتبع أفكاري ومراقبتي لنفسي.
ــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــ
يُولَد
الإنسان مُحَمَل بمئات الأسئلة، وكلما كبرنا تقل قدرتنا على التساؤل بفعل
المجتمع ربما أو بفعل من حولنا عامة فلا أحد يتحمل كمية الأسئلة التي يمكن
أن يطرحها شخص مُولَع باكتشاف الحياة. بعضنا تهدأ الأسئلة في ذهنه وروحه أو
تُدفَن، وبعضنا الآخر تظل الأسئلة تلاحقه مدى الحياة.
ربما تكون الأسئلة بالنسبة لشخص ناضج شىء جيد لكن
سيل أسئلة لطفل أو فتى لم يهتدي بعد لما يشبع روحه وفي مجتمع يخلط بين
العيب والحرام ومشبع بإجابات جاهزة ومُسبقة لكل شىء, وبدون شخص يرشده أو
يتحمل كمية الأسئلة التي يطرحها؛ فذلك هو الجحيم بعينه. لا تتخيل ما يمكن
أن يفعله بك تفكير ليس مُكونه الأفكار ولا يُولِد أفكار إنما تفكير عبارة
عن سلسلة من التساؤلات تُولِد المزيد من التساؤلات؛ لا تتخيل الجحيم الذي
يمكن أن يسببه لك تفكير من هذا النوع خاصة إذا كنت غير قادر على فهم ما
يحدث بالفعل في دماغك ولا قادر على تنظيم أو ترتيب هذا الكم من الأسئلة
وغير قادر على إيجاد إجابات لأتفه وأبسط الأسئلة في حياتك ومواقفك اليومية.
سُئلت يومًا على موقع (الأسك):
لو كنت غيمة أي شىء ستمطرين ؟
قُلتُ: أسئلة.
لو كنت غيمة أي شىء ستمطرين ؟
قُلتُ: أسئلة.
ذلك حقيقي إلى حد بعيد فأنا اشعر اني كنت غيمة أسئلة مُذ ولدت؛ فأنا لا اتخيل وقت محدد بدء معي هذا الأمر ولكني أذكر أنه اشتد جدا وصار غليانه يرتطم بنفسي وروحي في سن ال 16 تقريبا. عانيت كثيرًا مع نفسي حتى أن الأمر وصل لدرجة الهوس ففي كل شىء أراه وأسمعه كان عندي (لماذا وأخواتها) أطرحها.
بعد
اربع سنوات من التخبط .. قررت وقتها ان أُقيم هدنة مع نفسي ونتوقف فترة عن
طرح الاسئلة وننشغل أكثر بالعمل علنا نجد اجابات. والآن بعد أربع سنوات
أخرى أدركت قليلا؛ أدركت أن المشكلة لم
تكن ابدا في كمية الأسئلة المشكلة طول الوقت كانت في عدم قدرتي على ترتيبها
أو تنظيمها داخل دماغي؛ فقد كانت دائما أسئلة متلاحقة سريعة .. لم أُعطي
الوقت لنفسي ولم تعطيني هي ولم يعطينا أحد الفرصة على فرزها وترشيدها, مثل
مجنون كنا نبحث عن اجابات لكل سؤال وطبعا تلك طريقة لم تكن جيدة في إدارة
كوم أسئلة في دماغك؛ فليس كل سؤال له جواب وربما كانت هناك أسئلة اجاباتها
هي أسئلة أخرى وأسئلة إجابتها ربما أن تظل أسئلة وأسئلة يجب أن تتعلم أن
تؤجلها وأسئلة لا يُجيبك عنها غير العمل والتجربة. الآن كأمس عندي كوم أسئلة ولكني بت قادرة أكثر على التصالح والتعامل معها.
هذه
التدوينة إن شاء الله اجعلها واحدة من سلسلة تدوينات أسميتها: "بالأمس كنت
واليوم صرت" وقد جعلتها نافذة أبوح فيها ببعض التغيرات التي طرأت عليّ
كمحاولة لتتبع أفكاري ومراقبتي لنفسي.
ــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــ
يُولَد
الإنسان مُحَمَل بمئات الأسئلة، وكلما كبرنا تقل قدرتنا على التساؤل بفعل
المجتمع ربما أو بفعل من حولنا عامة فلا أحد يتحمل كمية الأسئلة التي يمكن
أن يطرحها شخص مُولَع باكتشاف الحياة. بعضنا تهدأ الأسئلة في ذهنه وروحه أو
تُدفَن، وبعضنا الآخر تظل الأسئلة تلاحقه مدى الحياة.
ربما تكون الأسئلة بالنسبة لشخص ناضج شىء جيد لكن
سيل أسئلة لطفل أو فتى لم يهتدي بعد لما يشبع روحه وفي مجتمع يخلط بين
العيب والحرام ومشبع بإجابات جاهزة ومُسبقة لكل شىء, وبدون شخص يرشده أو
يتحمل كمية الأسئلة التي يطرحها؛ فذلك هو الجحيم بعينه. لا تتخيل ما يمكن
أن يفعله بك تفكير ليس مُكونه الأفكار ولا يُولِد أفكار إنما تفكير عبارة
عن سلسلة من التساؤلات تُولِد المزيد من التساؤلات؛ لا تتخيل الجحيم الذي
يمكن أن يسببه لك تفكير من هذا النوع خاصة إذا كنت غير قادر على فهم ما
يحدث بالفعل في دماغك ولا قادر على تنظيم أو ترتيب هذا الكم من الأسئلة
وغير قادر على إيجاد إجابات لأتفه وأبسط الأسئلة في حياتك ومواقفك اليومية.
سُئلت يومًا على موقع (الأسك):
لو كنت غيمة أي شىء ستمطرين ؟
قُلتُ: أسئلة.
ذلك حقيقي إلى حد بعيد فأنا اشعر اني كنت غيمة أسئلة مُذ ولدت؛ فأنا لا اتخيل وقت محدد بدء معي هذا الأمر ولكني أذكر أنه اشتد جدا وصار غليانه يرتطم بنفسي وروحي في سن ال 16 تقريبا. عانيت كثيرًا مع نفسي حتى أن الأمر وصل لدرجة الهوس ففي كل شىء أراه وأسمعه كان عندي (لماذا وأخواتها) أطرحها.
لو كنت غيمة أي شىء ستمطرين ؟
قُلتُ: أسئلة.
ذلك حقيقي إلى حد بعيد فأنا اشعر اني كنت غيمة أسئلة مُذ ولدت؛ فأنا لا اتخيل وقت محدد بدء معي هذا الأمر ولكني أذكر أنه اشتد جدا وصار غليانه يرتطم بنفسي وروحي في سن ال 16 تقريبا. عانيت كثيرًا مع نفسي حتى أن الأمر وصل لدرجة الهوس ففي كل شىء أراه وأسمعه كان عندي (لماذا وأخواتها) أطرحها.
بعد
اربع سنوات من التخبط .. قررت وقتها ان أُقيم هدنة مع نفسي ونتوقف فترة عن
طرح الاسئلة وننشغل أكثر بالعمل علنا نجد اجابات. والآن بعد أربع سنوات
أخرى أدركت قليلا؛ أدركت أن المشكلة لم
تكن ابدا في كمية الأسئلة المشكلة طول الوقت كانت في عدم قدرتي على ترتيبها
أو تنظيمها داخل دماغي؛ فقد كانت دائما أسئلة متلاحقة سريعة .. لم أُعطي
الوقت لنفسي ولم تعطيني هي ولم يعطينا أحد الفرصة على فرزها وترشيدها, مثل
مجنون كنا نبحث عن اجابات لكل سؤال وطبعا تلك طريقة لم تكن جيدة في إدارة
كوم أسئلة في دماغك؛ فليس كل سؤال له جواب وربما كانت هناك أسئلة اجاباتها
هي أسئلة أخرى وأسئلة إجابتها ربما أن تظل أسئلة وأسئلة يجب أن تتعلم أن
تؤجلها وأسئلة لا يُجيبك عنها غير العمل والتجربة. الآن كأمس عندي كوم أسئلة ولكني بت قادرة أكثر على التصالح والتعامل معها.
الإنسان المتسائل ليس
إنسان غير واثق بل إنسان لا يخاف من تعدد الاحتمالات، في الوقت الذي يخاف
كثير من الناس من السؤال لأنه يُحمِلهم على التفكير ويفتح أمامهم خيارات
واحتمالات كثيرة يصبحون معها مجبرين على الاختيار. وليس إحياء السؤال أن تجيب عليه بل أن تسمعه وتعيه وتتيح له الوقت الكافي والتجربة التي تتسع له.